6 سنين مرت على اندلاع ثورة الياسمين
6 سنين مرت على اندلاع الثورة التونسية، ثورة الحرية والكرامة والتي كان من أسبابها تدهور الاوضاع الاجتماعية في البلاد وتدني مستوى العيش وانتشار الفقر مقابل تغول عائلة الطرابلسية وعائلة الرئيس على ثروات البلاد.
ما هي جرائم نظام بن علي؟
عرفت تونس في فترة حكم الرئيس زين العابدين بن علي قمعا للحريات، اختلاس الاموال العامة، الفساد، الاغتيالات السياسية، نهب الاثار، واكتساب الرئيس صلاحيات مطلقة، في تلك الفترة، استغلت زوجة الرئيس بن علي "ليلى الطرابلسي" (التي عرفت بثروتها الكبيرة) نفوذها هي وعائلتها "الطرابلسية" لتقوم بالهيمنة على كل ثروات البلاد فكانت سلطتهم تفوق سلطة الرئيس نفسه.
كان من اسباب الثورة المباشرة اقدام الشاب التونسي "محمد البوعزيزي" البالغ من العمر 26 سنة على حرق نفسه احتجاجا على اهانته من قبل الشرطة وصفع الشرطية "فادية حمدي " له بعد ان قاموا بحجز عربته (التي كان يبيع عليها الخضار) في مثل هذا اليوم من سنة 2010. نقل "البوعزيزي" الى مركز الاصابات والحروق البليغة ببن عروس ومات بعد 18 يوما متأثرا بجروحه.
كان مقتل بوعزيزي القطرة التي افاضت الكاس، فبعدما قام بحرق نفسه بدأت التظاهرات بمدينته "سيدي بو زيد" وتوسعت رقعتها لتشمل كامل البلاد وخاصة في المناطق الداخلية، عندها خرج الشعب التونسي بكبيره وصغيره وقال" ارحل" في وجه الرئيس وقد ساهمت في الثورة التونسية العديد من وسائل الاعلام العالمية وشبكات التواصل الاجتماعي (خاصة الفايسبوك)
عرفت تونس ايام الثورة وضعا امنيا صعبا، وقمعا مسلحا للاحتجاجات مما ادى الى سقوط العشرات من الضحايا، وكون المواطنون "لجان أمن" لحماية أحيائهم، وفي تلك الفترة، كثرت السرقات وتم نهب المحلات التجارية والممتلكات الخاصة والعامة فتم اعلان حظر التجول وحالة الطوارئ فتم السيطرة على الوضع
نتج عن الثورة التونسية الاطاحة بنظام الرئيس "زين العابدين بن علي" في 14 جانفي 2011 وتولي "فؤاد المبزع" رئيس مجلس النواب آنذاك الحكم والتوجه نحو انتخابات المجلس التأسيسي في أكتوبر 2011 والذي حضي فيها حزب النهضة اليميني بأغلبية الاصوات.
عرف اقتصاد تونس بعد الثورة العديد من المشاكل منها الاضرابات والاعتصامات وغلق العديد من المصانع بسبب الوضع الامني مما ادى الى ارتفاع نسبة العجز التجاري وانخفاض نسبة النمو مما اضطر الحكومات التونسية الى الاقتراض من الدول الاجنبية والغرق بالديون.
ظن الشعب التونسي انه بعد الثورة سينتهي الفساد والرشوة والمحسوبية الا انه حصل العكس فازداد الفساد وتعمقت الفوارق بين طبقات المجتمع اضافة الى ازديد نسبة البطالة والفقر.
عرفت فترة ما بعد الثورة في تونس انتشار الفكر المتشدد بين الشباب واستقطابهم لممارسة التطرف، فكانت اول الاعمال الارهابية هي حادثة الروحية بولاية سليانة ومن ثم تتالت العمليات الارهابية في جبل الشعباني اضافة الى اغتيال السياسيين شكري بلعيد والبراهمي ولطفي نقض
أنهى المجلس التأسيسي كتابة الدستور التونسي الجديد في 27 جانفي من سنة 2014، وكانت ردود الافعال الدولية والمحلية حوله طيبة في العموم حيث قالت عنه المديرة العامة لليونسكو السيدة ايرينا بوكوفا : «إنه انتصار للديمقراطية والنقاش المدني وحقوق الإنسان»، وقالت أنها سعيدة خاصة بالفصلين 30 و31 اللذان يكرسان حقوق الإنسان
في نفس السنة، كانت انتخابات مجلس النواب ثم الانتخابات الرئاسية التي فاز بها السيد "الباجي قائد السبسي" عن عمر يناهز ال 86 عاما وهذا ما سبب استياءا للشباب لان الثورة كانت ثورتهم وليست ثورة "شياب" أي عجائز
سنة 2015، كانت جائزة نوبل للسلام من نصيب الرباعي الراعي للحوار المتكون من الاتحاد العام التونسي للشغل، الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والهيئة الوطنية للمحامين بتونس وتم تسليم الجائزة في حفل كبير في مدينة أوسلو فكان عبارة عن تكريم لهاته المنظمات التي ساهمت في تركيز الامن والاستقرار ودعم أهداف الثورة.
2016 وبعد تدهور الاقتصاد التونسي، انعقد مؤتمر الاستثمار بتونس "تونس 2020" مما ارجع الامل في انقاذ تونس من الافلاس واخراجها من أزمتها
مالذي استفاده الشعب التونسي من الثورة؟
الشيء الوحيد الذي استفاده التونسيون من الثورة هو "حرية التعبير" , فبعد الثورة , كثرت منابر التعبير عن الراي وتم طرح قضايا كانت ممنوعة سابقا اضافة الى انتشار فن "الراب" في الاوساط الشبابية فصار وسيلة لإبداء آرائهم, لكن الشعب التونسي اساء فهم الحرية فكثرت الاضرابات والاعتصامات اضافة الى التطاول على هيبة الدولة والاستيلاء على ممتلكاتها.
كانت تجربة الثورة التونسية من اول التجارب العربية في الديمقراطية ومن انجحها، وكانت هي الشرارة الاولى لانطلاق الربيع العربي، فهل سنجني ثمرات ثورتنا قريبا ام أن ثوراتنا لن تغير شيئا وستزيد الوضع سوءا؟